Translate

الشيخ عبد الباسط

الشيخ عبد الباسط

تلاوة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد

سورة البقرة/ سورة آل عمران/ سورة النساء /سورة المائدة /سورة الأنعام/ سورة الأعراف /سورة الأنفال/ سورة التوبة/ سورة يونس/ سورة هود/ سورة يوسف / سورة الرعد / سورة إبراهيم /سورة الحجر / سورة النحل / سورة الإسراء / سورة الكهف/ سورة مريم / سورة طه / سورة الأنبياء / سورة الحج/ سورة المؤمنون / سورة النّور/ سورة الفرقان / سورة الشعراء / سورة النّمل/ سورة القصص / سورة العنكبوت/ سورة الرّوم / سورة لقمان/ سورة السجدة / سورة الأحزاب / سورة سبأ / سورة فاطر/ سورة يس/ سورة الصافات/ سورة ص/ سورة الزمر /سورة غافر / سورة فصّلت / سورة الشورى / سورة الزخرف/ سورة الدّخان/ سورة الجاثية / سورة الأحقاف / سورة محمد / سورة الفتح/ سورة الحجرات / سورة ق / سورة الذاريات/سورة الطور/ سورة النجم/ سورة القمر/ سورة الرحمن/ سورة الواقعة / سورة الحديد / سورة المجادلة/سورة الحشر/سورة الممتحنة / سورة الصف/ سورة الجمعة/سورة المنافقون/ سورة التغابن / سورة الطلاق /سورة التحريم//سورة الملك /سورة القلم /سورة الحاقة سورة المعارج/ سورة نوح / سورة الجن/ سورة المزّمّل/ سورة المدّثر/ سورة القيامة/ سورة الإنسان/ سورة المرسلات / سورة النبأ/ سورة النازعات/ سورة عبس/ سورة التكوير / سورة الإنفطار/ سورة المطفّفين/سورة الإنشقاق/ سورة البروج / سورة الطارق / سورة الأعلى / سورة الغاشية/ سورة الفجر / سورة البلد / سورة الشمس/ سورة الليل/ سورة الضحى/ سورة الشرح / سورة التين / سورة العلق/ سورة القدر/ سورة البينة/ سورة الزلزلة / سورة العاديات / سورة القارعة/ سورة التكاثر / سورة العصر / سورة الهمزة / سورة الفيل/ سورة قريش/ سورة الماعون/ سورة الكوثر/ سورة الكافرون/ سورة النصر/ سورة المسد / سورة الإخلاص / سورة الفلق/ سورة النّاس /



حمل القران الكريم الشيخ عبد الباسط

مدونة أمااه عافاك الله وعفا عنك

سورة الفاتحة /سورة البقرة /سورة آل عمران /سورة النساء /سورة المائدة /سورة الأنعام /سورة الأعراف /سورة الأنفال /سورة التوبة /سورة يونس /سورة هود /سورة يوسف /سورة الرعد /سورة إبراهيم /سورة الحجر /سورة النحل /سورة الإسراء /سورة الكهف /سورة مريم /سورة طه /سورة الأنبياء /سورة الحج /سورة المؤمنون /سورة النّور /سورة الفرقان /سورة الشعراء /سورة النّمل /سورة القصص /سورة العنكبوت /سورة الرّوم /سورة لقمان /سورة السجدة /سورة الأحزاب /سورة سبأ /سورة فاطر /سورة يس /سورة الصافات /سورة ص /سورة الزمر /سورة غافر /سورة فصّلت /سورة الشورى /سورة الزخرف /سورة الدّخان /سورة الجاثية /سورة الأحقاف /سورة محمد /سورة الفتح /سورة الحجرات /سورة ق /سورة الذاريات /سورة الطور /سورة النجم /سورة القمر /سورة الرحمن /سورة الواقعة /سورة الحديد /سورة المجادلة /سورة الحشر /سورة الممتحنة /سورة الصف /سورة الجمعة /سورة المنافقون /سورة التغابن /سورة الطلاق /سورة التحريم /سورة الملك /سورة القلم /سورة الحاقة /سورة المعارج /سورة نوح /سورة الجن /سورة المزّمّل /سورة المدّثر /سورة القيامة /سورة الإنسان /سورة المرسلات /سورة النبأ /سورة النازعات /سورة عبس /سورة التكوير /سورة الإنفطار /سورة المطفّفين /سورة الإنشقاق /سورة البروج /سورة الطارق /سورة الأعلى /سورة الغاشية /سورة الفجر /سورة البلد /سورة الشمس /سورة الليل /سورة الضحى /سورة الشرح /سورة التين /سورة العلق /سورة القدر /سورة البينة /سورة الزلزلة /سورة العاديات /سورة القارعة /سورة التكاثر /سورة العصر /سورة الهمزة /سورة الفيل /سورة قريش /سورة الماعون /سورة الكوثر /سورة الكافرون /سورة النصر /سورة المسد /سورة الإخلاص /سورة الفلق /سورة النّاس


------------------

الأحد، 12 فبراير 2023

مواسم الأعاصير في شمال المحيط الأطلسي وعلاقة ذلك بحديث تميم الداري والدجال

وتسجل هذه الأعاصير في شمال المحيط الأطلسي، بين شهري يوليو/تموز وأكتوبر/تشرين الأول، وشرق شمالي الهادي وغربه الشمالي أيضا، وتسجل في جنوب خط الاستواء، بين شهري نوفمبر/تشرين الثاني ومارس/آذار، ويبدأ موسم الأعاصير في منطقة المحيط الهندي ما بين شهري يناير/كانون الثاني ومارس/آذار.

يتراوح قطر الإعصار المداري ما بين 320 وخمسمئة كم ويصل في بعض الحالات إلى ألف كم، يتدفق الهواء حول مركزه في حركة دوامية بسرعة تزيد على مئة كم/ساعة لتصل أحياناً إلى أكثر من ثلاثمئة كم/ساعة.
تصنف الأعاصير المدارية إلى خمس درجات بحسب مقياس سافير سيمبسون، والأعاصير التي تبلغ أكثر من ثلاث درجات فإنها تعتبر أعاصير ضخمة أو مهمة:

مقياس سافير سيمبسون لسرعة الأعاصير

الدرجة

سرعة الرياح (كم/الساعة)

الأولى

من 119 إلى 153

الثانية

من 154 إلى 177

الثالثة

من 178 إلى 209

الرابعة

من 210 إلى 249

الخامسة

سرعة رياح عاتية جدا تزيد عن 250

وعن تعدد أسماء الإعصار القمعية(أعاصير التورنادو) جاء الآتي:

أعاصير التورنادو ويسمى أيضا الإعصار القمعي أو الدوامي أو الزوبعة أو الإعصار الحلزوني أو الخلايا الرعدية العملاقة، وهو ريح عاصفة لولبية قوية تدور بسرعة أكثر من خمسمئة كم/الساعة، ويعد من أعنف أعاصير الأرض وأشدها تدميرا، ويبدو على هيئة سحابة قمعية دوارة خارجة من أسفل كتلة متراكمة من السحب الرعدية، ولا يصل بعض هذه الأقماع إلى الأرض، بينما يضرب بعضها الآخر سطح الأرض، ويرتفع ثم يضرب الأرض مجددا.
جغرافية إعصار التورنيدو :

ينحصر حدوث التورنادو بين خطي عرض 15- 45 شمال وجنوب خط الاستواء، ويمتد من تكساس في الجنوب إلى حدود كندا شمالاً‏،‏ ويسمى هذا الحزام من الدوامات الهوائية باسم ممر الزوابع‏، ويهلك فيه سنويا عشرات من الضحايا‏،‏ ويُحدث تدميرا كبيرا في المزارع والمنشآت والبنيات الأساسية‏،‏ كما تضرب كلا من أستراليا وروسيا.‏
يتميز التورنادو بامتداده الأفقي المحدود، ويبلغ قطره من مائة متر وحتى 2 كم، ويقطع مسافة تتراوح من بضع مئات من الأمتار وحتى أكثر من مئة كيلومتر، ويستمر التورنادو من بضع دقائق لعدة ساعات، ويصل الضغط الجوي بداخله إلى عشر الضغط الجوي‏، ويحطم التورنادو تقريبا كل شيء يعترض طريقه، ويتسبب في تفجير المباني نتيجة التفريغ الناتج عن الفارق في الضغط بين داخل الإعصار‏ وداخل المبني، حيث يصاحب التورنادو انخفاض مفاجئ في الضغط، كما يحمل السيارات وأشياء كبيرة أخرى إلى مسافات بعيدة.
وإذا تحرك هذا الإعصار من اليابسة إلى أي سطح مائي‏،‏ فإنه يرفع الماء إلى أعلي على هيئة نافورات عملاقة تعرف باسم الشواهق المائية أو العمود المائي وتعتبر خطرة على الملاحة، وتدمر ما تصطدم به من سفن‏،‏ وقد تؤدي إلى إغراقها.

وتسجل أغلب هذه الأعاصير بين شهري أبريل/نيسان، ويوليو/حزيران، ويستخدم سلم فوجيتا لقياس سرعة وحجم الدمار والخسائر التي تسببها أعاصير التورنادو على النحو التالي:

سلم فوجيتا لتحديد سرعات العواصف

الدرجة

سرعة الرياح (كم/الساعة)

الخسائر

F0

64 – 116

تكسر الأغصان الصغيرة في الأشجار، ودفع المنازل المتحركة خارج الطريق، وتحطم لوحات الإعلان الكبيرة.

F1

118 – 180

تصدع الأشجار، انقلاب المنازل المتحركة رأسا على عقب، وتكسر النوافذ.

F2

182 – 253

اقتلاع الأشجار الكبيرة من جذورها، وتدمير المنازل المتحركة، واقتلاع أسطح المنازل.

F3

254 – 333

تحطم جدران المباني، وانقلاب السيارات.

F4

335 – 418

تسوية المباني بالأرض، وتطاير السيارات والأشياء ذات الحجم الكبير.

F5

420 – 512

يخلف دمارا واسعا، ويقتلع المباني من الأرض كليا، ويرفع السيارات والأبقار والحجارة وغيرها ويقذفها لأكثر من مئة متر.

 

تسمية الأعاصير 
يطلق العلماء على الأعاصير أسماء أعلام لسهولة التعرف عليها ومتابعتها. والأسماء عبارة عن قوائم معدة سلفا ومرتبة أبجديا (باللغة الإنجليزية) لأسماء ذكور وإناث بالتناوب.

وعند تشكل الإعصار يتم تسميته حسب الدور ويبقى هذا الاسم معه حتى يتلاشى وهكذا. وتضم القائمة حوالي مئة وستين اسما وعند نفاد توزيع الأسماء تتكرر التسمية من نفس القائمة.

وإذا كان الإعصار مدمرا لدرجة كبيرة وكان عدد الوفيات التي سببها عاليا أعتبر ذلك الاسم مشؤوما ويتم شطبه من القائمة واستبداله باسم آخر من نفس الجنس وبنفس الحرف المشطوب للحفاظ على التسلسل الأبجدي لقائمة الأسماء.
----------------------------------------------- ثم يقول روبرت ديفيز:

بصمة (شارة) الدوامة


ويَستخدم مشروع تجربة التحقق من مصادر الدوران في الأعاصير القمعية (VORTEX)، إضافة إلى ما ذكر سابقا، طائرتين تحلقان حول العاصفة، فضلا عن ثلاث عربات أخرى. وتنشر هذه كلها رادار دوپلر وأجهزة تعطي معلومات حيوية عن جريان الهواء في الأعاصير القمعية. وقد أعطى رادار دوبلر الحديث الذي صنعه عام 1995 <J. وورمان> و <J.M. ستراكا> (من جامعة أوكلاهوما) تفصيلات لم يسبق لها مثيل عن الأعاصير القمعية.
وتقيس رادارات دوپلر، المخصصة لرصد الطقس، سرعة الرياح عن بعد، وذلك عن طريق إصدار نبضات ميكرويڤ . وتتلقى هذه الرادارات انعكاسات تلك النبضات على مجموعة من قطرات المطر أو ذرات الثلج، فإذا كانت القطرات تتحرك نحو الرادار، فإن النبض المنعكس يكون على طول موجة أقصر تُظْهِر مركبة سرعة القطرات في ذلك الاتجاه. (تستخدم شرطة الولاية أجهزة مماثلة لقياس سرعة السيارات).
لقد أكدت القياسات الأولى لرادار دوپلر عام 1971 أن الرياح داخل «منجل» hook تدور بالفعل بسرعات تصل إلى نحو 50 ميلا في الساعة. ويتبع هذا الدوران ـ الذي يظهر أول ما يظهر على ارتفاع نحو ثلاثة أميال ـ دوران على ارتفاعات أخفض بكثير يسبق تطور أي إعصار قمعي شديد، وقد تصادف ظهور شذوذ صغير في عاصفة على خريطة دوپلر للسرعة ـ فوق يونيون سيتي بولاية أوكلاهوما عام 1973 ـ في الزمان والمكان مع إعصار قمعي عنيف.
إن الرادار لم يستطع أن «يرى» أو يحلل الإعصار القمعي مباشرة، بل أظهر رياحا عالية تغير اتجاهاتها بشكل مفاجئ عبر الإعصار والإعصار الذي سبقه داخل السُّحب. وتتشكل «بصمات الدوامة» هذه على نحو نموذجي على ارتفاع نحو 9000 قدم قبل نحو ما بين عشر دقائق وعشرين دقيقة من وصوله إلى سطح الأرض. وقد تمتد الدوامة إلى الأعلى وكذلك نحو الأسفل، لتصل أحيانا إلى ارتفاع سبعة أميال في الأعاصير القمعية الكبيرة.
وعلى الرغم من أن «بصمات الدوامة» يمكن استغلالها لتحذير الناس بغية الاحتماء داخل قبو أو خزانة، فإنه لا يمكن رؤيتها إلا من مسافة قريبة؛ وبشكل عام، من مسافة 60 ميلا أو أقل. أما إذا كان الإعصار القمعي على مسافة أبعد تصل إلى 150 ميلا، فإن التحذيرات يمكن أن تصدر اعتمادا على كشف رادار دوپلر للإعصار المتوسط المسبب له. وتقوم الوكالات الاتحادية (الفيدرالية) حاليا بتركيب شبكة من رادار دوپلر المتطور عبر البلاد لتحسين القدرة على إصدار التحذيرات.
وفي عام 1991، تمكّن <H.B. بلوستاين> (من جامعة أوكلاهوما) من قياس سرعات للرياح وصلت إلى 280 ميلا في الساعة قرب إعصار قمعي عنيف في ريدروك بالولاية نفسها مستخدما رادار دوپلر نقالا . وعلى الرغم من أن هذه السرعات تعتبر كبيرة، فإنها أقل بكثير من سرعة الـ 500 ميل في الساعة التي اعتبرت من المسلّمات قبل 40 سنة لتفسير أحداث غريبة مثل انغراس عيدان من القش داخل جذوع الأشجار. (والتفسير الأكثر احتمالا لهذه الظاهرة هو أن الرياح تؤدي إلى تشقق حبيبات الخشب، التي تنغلق بسرعة بعدئذ لتحشر عيدان القش داخل الجذوع).
ومع أن جهاز دوپلر واحدا يكفي لإصدار تحذيرات للسكان المحليين، فإن وضع جهاز دوپلر ثان على بعد يتراوح بين 25 و 35 ميلا لرصد العاصفة من زاوية مختلفة تماما، يستطيع أن يزود الباحثين بصورة أكثر اكتمالا بكثير. ويقيس مثل هذا النظام الثنائي لرادار دوپلر، الذي يستخدمه مشروع المختبر (NSSL) وآخرون منذ عام 1974، سرعة الأمطار في اتجاهين مختلفين. وبإمكان خبراء الأرصاد أن ينظموا من جديد ميدانا للرياح ثلاثي الأبعاد، وأن يحسبوا الكميات مثل الحركة الدوامية أو الدوران المحلي للهواء آخذين بعين الاعتبار أن كتل الهواء لا يختلط بعضها ببعض، بعد تقديرهم للسرعة التي يهطل فيها المطر نسبة إلى الهواء المتحرك. وقد أوصلتهم مثل هذه المعلومات إلى اكتشاف أن الإعصار القمعي إنما يحدث في جانب واحد من التيار الصاعد الأصلي بالقرب من التيار الهابط، كما جعلتهم يؤكدون أن الهواء المنساب داخل الإعصار المتوسط يدور حول اتجاه حركته.

الدوران المغزلي الصاعد

حدث تغير رئيسي في فهم الدورانات المعقدة في العواصف القمعية عام 1978 عندما أعادت محاكاة حاسوبية، وضعها <R .ويلهلمسون> (من جامعة إلينوي) و<J.B. كليمب> (من المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي the National Center for Atmospheric Research NCAR ) تمثيل الخلايا الفائقة الحقيقية كاملة مع تلك الخصائص التي تميزها، مثل نماذج الهطول التي تتخذ شكل المنجل. وحل العلماء بخطوات زمنية صغيرة، وبطريقة الأعداد، المسائل التي تحكم الحرارة وسرعة الرياح وبقاء الكتل، فيما يتعلق بالهواء والماء في مختلف أشكالهما ـ بخار الماء، قطيرات السحاب، وقطرات المطر ـ وذلك في ترتيب من النقاط ثلاثي الأبعاد يحاكي الفضاء.
تمكن العلماء من السيطرة على الأمور، على الأقل في عالم شبيه بالعالم الحقيقي في برامج الحاسوب، وقد استطاعوا أن يشكلوا خلايا فائقة من دون أي تغييرات جانبية في البيئة الأساسية. وبتلك الوسيلة أظهروا الزيف الذي كان سائدا في التفسير الشائع بأن السبب في حدوث الأعاصير القمعية هو الاصطدام بين الكتل الهوائية. واستطاعوا أن يبرهنوا، عن طريق «إغلاق» دوران الكرة الأرضية، بأنه ليس لهذا الدوران سوى تأثير قليل خلال الساعات القليلة الأولى من حياة العاصفة. وعلى العكس تماما، فإن اتجاه الرياح في المستويات المنخفضة، الذي يتغير مع الارتفاع، هو العامل الحاسم في نشوء الدوران.
تهب الرياح داخل بيئة نموذجية لخلية فائقة من الجنوب الشرقي قرب سطح الأرض. أما على ارتفاع نصف ميل فوق سطح الأرض فإنها تهب من الجنوب، في حين أنها تهب من الجنوب الغربي على ارتفاع ميل واحد. والرياح التي تغير سرعتها أو اتجاهها مع الارتفاع تشتمل أيضا على الدوران. ولنتصور كيف يمكن للرياح أن تدور في البداية دوران العصا العمودي: فإذا كانت رياح جنوبية تهب ببطء قرب سطح الأرض، ثم بسرعة أكبر على ارتفاعات أعلى، فإن العصا ستدور على محور شرقي ـ غربي.
ولكن ماذا لو كانت الرياح تغير اتجاهها من الجنوب الشرقي إلى الجنوب الغربي بدلا من تغيير سرعتها؟ دعونا نتصور أن العصا تتحرك شمالا مع الرياح المتوسطة الارتفاع على ارتفاع نصف ميل. عندئذ فإن قمتها تُدفع نحو الشرق وأسفلها نحو الغرب، لذا فإنها ستدور حول محور شمالي ـ جنوبي. ولهذا السبب فإن لهذا الهواء دورانية باتجاه التيار ـ أي إنه يدور حول اتجاه حركته، بما يشبه كثيرا كرة القدم اللولبية الأمريكية.
إن لكتل الهواء التي لها دورانية باتجاه التيار، محورا للدوران يميل نحو الأعلى عندما تدخل التيارَ الصاعد. وهكذا فإن التيار الصاعد ككل يدور إعصاريا. وهذه النظرية ـ التي وضعها <براونينگ> عام 1963 وأثبتُّها بالهندسة التحليلية بالاشتراك مع <D.K.ليلي> (من جامعة أوكلاهوما في الثمانينات) تفسر كيفية دوران التيار الصاعد في المستويات الوسطى، ولكنها لا تفسر كيف يتطور الدوران قريبا جدا من سطح الأرض. وفي حين أظهرت محاكاة حاسوبية وضعها كليمب و <R. روتونو> من المركز NCAR عام 1985 أن دورانا على مستوى منخفض يعتمدُ على التيار الهابط المبرد بالتبخر للخلية الفائقة، فإن هذا الدوران لا يحدث عندما يتوقف تبخر المطر.
وكشفت نماذج المحاكاة الحاسوبية، بشكل يدعو إلى الدهشة، أن الدوران في ارتفاع منخفض يبدأ إلى الشمال من الإعصار المتوسط في الهواء الهابط الذي اعتدلت برودته بفعل الأمطار. ولأن الدوران في الارتفاع المتوسط يسحب التيار الهابط بشكل دائري حول التيار الصاعد، فإن بعض الهواء البارد للتيار الهابط ينتقل نحو الجنوب مع هواء دافئ على يساره، وهواء أكثر برودة كثيرا إلى يمينه. ويسحب الهواء الدافئ، باعتباره قابلا للطفو، الجوانب اليسارية من حزم الهواء إلى الأعلى. ويسحب الهواء البارد الجوانب اليمينية إلى الأسفل. ومن ثم يبدأ الهواء البارد بالدوران حول اتجاه حركته الأفقي. ولكنه، عندما يهبط نحو الأرض، فإن محور دورانه يميل إلى الأسفل، مولدا دورانا بعكس دوران العاصفة.
لقد بينت عام 1993 باستخدام آلية معقدة نوعا ما، أن الدوران في الهواء البارد الهابط، يعكس اتجاهه قبل أن يكمل الهواء هبوطه. وفي نهاية المطاف، يصل هذا الهواء، الذي يدور مع العاصفة، إلى المستويات المنخفضة جدا. ومن ثم يهب هذا الهواء المعتدل البرودة، على سطح الأرض، ليمتصه الجانب الجنوبي الغربي من التيار الصاعد. وبسبب كون هبوبه نحو التيار الصاعد متقاربا، فإن دورانه يصبح أسرع، مثل المتزلجة على الجليد، التي تدور بسرعة أكبر عندما تضم ذراعيها.
وعلى الرغم من فهمنا التام لكيفية تطور الدوران الواسع النطاق في المستويات المتوسطة والمنخفضة للإعصار المتوسط، فإنه لا بد لنا من أن نثبت لماذا تتشكل الأعاصير القمعية. إن التفسير الأكثر بساطة هو أنها تحدث نتيجة للاحتكاك السطحي. ويبدو أن هذا التفسير ضرب من المفارقة؛ لأن الاحتكاك يؤدي بشكل عام إلى تخفيف سرعة الرياح. فالتأثير الصافي للاحتكاك يشبه إلى حد كبير ذلك الذي يحدث في فنجان شاي تم تحريكه بملعقة.
إن الاحتكاك يقلل من السرعة، لذا فإن القوى الطاردة المركزية تدفع بطبقة رقيقة إلى قرب القاع. وهذه القوى الطاردة تجعل السائل يتحرك نحو الداخل على طول قاعدة الفنجان، كما يبدو واضحا في تجمُّع أوراق الشاي في المركز. ولكن السائل، قرب قمة هذا الدفق، يدور بسرعة أكبر أثناء سقوطه نحو المحور بسبب تأثير عامل التزلج على الجليد. والنتيجة هي حدوث دوامة على طول محور الفنجان. وقد استنتج <W.S. لويلين> (من جامعة ويست ڤيرجينيا) أن السرعات الأكبر للرياح في إعصار قمعي تحدث في الثلاثمئة قدم الأكثر انخفاضا.
والاحتكاك يفسر أيضا لماذا تستمر الأعاصير. ففي قلب الإعصار القمعي فراغ جزئي، والقوى الطاردة المركزية تحول دون التدويم نحو الداخل عبر جوانب الإعصار. وقد شرح <B.R.مورتون> (من جامعة موناش بأستراليا) عام 1969 كيف يَدوم الفراغ. ذلك أن القوى الطفوية القوية تمنع الهواء من دخول القلب عبر القمة. أما قرب سطح الأرض فإن الاحتكاك يقلل من سرعة الرياح المماسية، وبالتالي من القوى الطاردة المركزية، مما يسمح بدخول دفق قوي، ولكنه قليل السماكة، إلى داخل القلب. ولكن الاحتكاك يعمل أيضا على تحديد كمية الرياح الداخلة وبذلك لا يسمح بدخول هواء كاف ليملأ القلب. وتزداد الأعاصير القمعية حدةً وتصبح أكثر استقرارًا بعد أن تتصل اتصالا قويا بسطح الأرض لأن دفقاتها تصبح محصورة في نطاق طبقة حدية رقيقة.
وعلى كل حال، فإن نظرية الاحتكاك لا تفسر لماذا تحدث بصمة دوامة الإعصار في السُّحب أحيانا قبل هبوط الإعصار إلى الأرض بمدة تتراوح ما بين عشر دقائق وعشرين دقيقة.
الأنقاض المقذوفة بقوة لمسافات بعيدة

هذه الصورة الفوتوغرافية حملها إعصار قمعي مسافة لا تقل عن 100 ميل في أردمور بولاية أوكلاهوما عام 1995. ويمكن أن تُحمل الأجسام الثقيلة، كشظايا السقوف، عشرات الأميال. ففي عام 1985 طار جناح طائرة مسافة عشرة أميال. وتسقط معظم الأنقاض المحمولة إلى اليسار من ممر الإعصار القمعي، وغالبا على شكل حزم محددة تماما حسب وزنها.
ويعمل الباحثون في جامعة أوكلاهوما على جمع روايات عن السَّقط الإعصاري كطريقة لقياس جريان الهواء داخل العواصف. ويبدو أن الأعاصير ترفع بعض الأجسام إلى علو عدة أميال داخل العاصفة الرئيسية وقد تعود الأنقاض الخفيفة إلى الأرض بعد أن ُتحمل مسافة 200 ميل. وعلى سبيل المثال طارت شيكات مصرفية ملغاة من ويتشيتا فولز بولاية تكساس إلى تولسا بولاية أوكلاهوما في الشهر 4/1979. وحسب رواية تعود إلى عام 1953 جمعها الباحثون فإن: «<E .ماكنت> (من ساوث ويموث بولاية ماساتشوستس) عثرت على ثوب زفاف في حديقة منزلها الخلفية. وكان الثوب متسخا، كما كان متوقعا، ولكنه سليم وبحالة جيدة تثير الدهشة. وقد كُتب على ملصقة المصنع المخيطة على الثوب (ماكدونالد ورسيستر)، مما يشير إلى أن الثوب قد طار نحو 50 ميلا إلى أن سقط على الأرض.» (اقتباس من كتاب Tornado لمؤلفه <J.M.أوتول>).
الهبوط
تكشَّفَتَ لنا الكثير من الخصائص التقليدية للأعاصير القمعية بصورة غير متوقعة في يوم من أيام الشهر 5/1995 في ولاية كنساس. فعندما تحركنا نحو العاصفة الجنوبية في بلدة هانستون الصغيرة، كان الظلام قد حل والعمليات قد انتهت. ولكن المنسق الميداني لفت أنظار مجموعات العلماء إلى سحابة حائطية تدور بالقرب منا. وعندما انطلقت صافرات الإنذار، رأينا إعصارا قمعيا رفيعا يلامس سطح الأرض على بعد ثلاثة أميال إلى الجنوب الشرقي منا.
وانطلقنا نحو الشمال لنسبق الإعصار القمعي، ناسين في غمرة حماسنا، وجود حفرة مجارٍ عميقة في الطريق، مما أدى إلى إصابة عجلة عربتنا بأضرار وإمالة محطة الرصد الجوي المركبة عليها. لكننا واصلنا طريقنا، وانعطفنا إلى طريق ترابية لتأخذنا شرقا إلى الجانب الشمالي من الإعصار القمعي، الذي صار حينها عمودا عريضا من التراب مع امتداد سفلي من السحابة الدنيا فوقه على شكل سلطانية (زبدية). وعندما سبَقْنا الإعصار القمعي كان قد تحول إلى عدة دوامات أصغر حجما، كلها تدور بقوة حول المحور المركزي للإعصار. (لاحظ فوجيتا عام 1967 أن بعض الأعاصير القمعية خلفت وراءها قصبات مقطوعة لنبات الذرة في العديد من الرقاع المتداخلة. وقد عزا <N.B.وارد> (من مشروع المركز NSSL) في وقت لاحق هذه النماذج الغريبة إلى مثل تلك الدوامات الثانوية، وكانت تلك الدوامات الفرعية تتبع ممرات دائرية مثلها في ذلك مثل نقطة على قمة عجلة (دولاب) دراجة تدور حول المركز مع دوران العجلة إلى الأمام. وهكذا كانت تلك الدوامات الفرعية ترسم مسارات إعصارية (سيكلونية) منحنية.)
وتابعنا طريقنا ببطء لنسبق الإعصار، ونحن نشعر بالقلق لأننا لم نكن نعلم ما إذا كانت الطريق ستنتهي وأين ستنتهي. وكان الإعصار القمعي يبعد عنا ميلا واحدا، ولا يتحرك بشكل مميز في نطاق مجال رؤيتنا، مما يشير إلى أنه كان يتجه نحونا مباشرة بسرعة 30 ميلا في الساعة. وهُرع المنسق الميداني لإنقاذنا بأن دلنا على طريق إلى الشمال توصلنا إلى بورديت، فسلكناها شاكرين. وتوقفنا بعد مسيرة ميل واحد لمراقبة الإعصار القمعي، الذي كان قد هبط على الأرض وانطلق مسافة لا تقل عن 14 ميلا وصار له حينها مظهر أنبوب موقد تقليدي. ثم ما لبث أن مر إلى الجنوب منا، وارتد إلى الوراء نحو الظلام إلى الشرق منا.
وعُدنا إلى بيوتنا بسيارتنا المعطوبة وبنبضنا المتسارع، حاملين معنا معلومات غير مؤكدة، ولكننا مبتهجين بأنباء ذكرت أنه تم الحصول على معلومات قيِّمة عن الإعصار بوساطة الرادار الجوي والرادار الأرضي المتنقل الجديد. وشعرنا، ونحن نستعيد ذكريات ما حدث، أنه كان علينا أن نجاري الإعصار القمعي بحيث لا نتخلف عنه، بدلا من تجاوزه وتحويل أنفسنا إلى طرائد بدلا من أن نكون الصيادين.
المؤلف
Robert Davies-Jones
يبحث في ديناميكية الأعاصير القمعية ونشوئها في المختبر الوطني للعواصف العنيفة (NSSL) في نورمان بولاية أوكلاهوما. وهو أيضا أستاذ مساعد للأرصاد الجوية في جامعة أوكلاهوما. وبعد أن حصل على بكالوريوس الفيزياء من جامعة برمنگهام بإنكلترا، درس الحمل الحراري للشمس في جامعة كولورادو، حيث حصل على الدكتوراه في الفيزياء الفلكية الجيولوجية عام 1969. وانضم بعد ذلك بعام واحد إلى مشروع المختبر NSSL، ليطبق عمليا معارفه حول الديناميكا على الطقس. كما عمل رئيس تحرير مشاركا في مجلة علوم الغلاف الجوي Journal of the Atmospheric Sciences.

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مواسم الأعاصير في شمال المحيط الأطلسي وعلاقة ذلك بحديث تميم الداري والدجال

وتسجل هذه الأعاصير في شمال المحيط الأطلسي ، بين شهري يوليو/تموز وأكتوبر/تشرين الأول، وشرق شمالي الهادي وغربه الشمالي أيضا، وتسجل في جنوب...